عزل ترامب
كما يخفى عن الكثيرين أن عزل ترامب يمكن أن يقتل مئات الملايين من سكان الأرض! فكيف؟ هل من الممكن عزل ترامب في ظل سيطرة الحزب الجمهوري، الذي ينتمي إليه رئيس مجلس الشيوخ، الذي لديه التصويت النهائي على هذه المسألة؟
لماذا فاز ترامب؟
إن سبب الكارثة العالمية المحتملة هو أن انتخاب ترامب جاء من طرف الجمهور الأنجلوسكسونية الأصفر كتعبير ضد الليبرالية اليسارية التي تضعف التفكير القومي للتفكير العالمي، والاقتصاد الوطني من اجل اقتصاد العولمة، والدولة العرقية المغلقة امام دولة المهاجرين بألوان مختلفة والعديد من الأشياء التي لا يتسع ذكرها قد جلبت الشعوب الغربية إلى المراحل النهائية من الاحتقان، لهذه الأسباب اختاروا ترامب.
يتوقع المفكرين الامريكيين وترامب عن نفسه بوقوع حرب اهليه إذا ما تم عزله وهذا ما اثبتته ملايين تغريدات من القوميين المنغلقين المناصرين لترامب برفع السلاح إذا ما تم ذلك.
إذا دخلت امريكا في نزاع داخلي فان سوق الاسهم العالمي الذي يفوق المئة تريليون دولار سوف ينهار مدمرا ملايين الشركات والوظائف. والأخطر من ذلك هو تسارع الملايين من سكان العالم حينها للتخلص من الدولار خشية انهيار شهر هذه الورقة ذات القيمة الوهمية المستمد قوتها من قوه الدولة التي ان تداعت تداعت معها قيمة عملتها.
لطالما استمده الدولار الامريكي قوته التاريخية من رفض دول الخليج بيع النفط باي شيء سوى الدولار خضوعا لاتفاقية فيصل كيسنجر بما يعرف بالبترول دولار ولكن وضع الخليج المنهل وفي ظل حرب اليمن وجماعه الحوثيين المدعومة من إيران وروسيا من اجل كسر نظام البتر دولار وكذلك تراجع الدولار الامريكي في المنطقة سيجعل من الصعب اسعاف الدولار هذا ما وعد به بوتين في حفل تنصيب الاخير. لكن الدولار هو عملة تبادل العالم ، الآن هو ليس مقوم بذهب ، لكنه مقوّم بالتورّط ، الكل يحوز عليه وغير معني بزواله ، فإن انتهى الدولار فسيحدث شلل في عملية الاستيراد والتصدير وستنهار معه قيمة العملات الورقية التي توزن به هي الأخرى ، فكل العملات بشكل أو بآخر هي دولار وقيمتها تحدد بحسب ما في مصارفها من سيولة دولاريه ، ستنهار صناديق الاستثمار والتقاعد ، لا أحد حاليا يمتلك الذهب كي نجد نظاما بديلا فوريا ، ستقع مجاعات على مستوى العالم ، وسنعاني بشدة من أجل الحصول على أبسط الاحتياجات ، وضع لا يمكن تخيله مع موت النقود العالمي ، انهيارات مدوية لا طاقة للبشر بها ، ستكون تلك المأساة نتيجة حتمية لاستسلام الدول للنظام العالمي المصرفي ، هذا الأمر يؤكده كبار الاقتصاديين الأمريكان ومنهم رون باول مرشح الرئاسة ، هذه اللحظة قريبة جدا ، إذا تم عزل ترامب فتلك هي الشرارة التي ستشعل تلك الانهيارات .الدولار.
لا تفاعل اقتصادي حتى الآن !
ولكن لا أحد يتفاعل الآن مع ما سبق ، فالمؤشّرات الأمريكية الثلاثة ستاندارد أند بورز وداو جونز ونازداك ترتفع يوميا محطّمةً أرقاما قياسية تاريخيا ، ومؤشر الدولار لا بأس به مع أنه انخفض قليلا ، لو تفاعل المستثمرون مع تلك الأحداث سيصل مستويات تاريخية وهو ما لم يحدث حتى الآن ، السبب أن المستثمرين مطمئنّون لفشل عملية العزل.
لماذا يبغضون ترامب ؟
لكن الدولة العميقة الحقيقية التي تحكم أمريكا والعالم من خلفها معنية بشدّة بعزل ترامب ، فهي تخشى من إعادة انتخابه ، هو بالنسبة لها كارثة حلت بأمريكا والنظام العالمي ، إنها تنظر إليه على أنه شخصية غير أيديولوجية ، غير منسجم مع نظام العولمة فكريا واقتصاديا ، يحد من خروج الدولار من أمريكا لدول العالم عبر فتح المصانع الأمريكية من جديد وتقليص الاستيراد وهو أمر يخرّب السيطرة العالمية على النظام النقدي العالمي ، ترامب شخصية منعزلة ويتعامل على أنه رئيس وليس مجرد موقع أوراق كأسلافه ، ترامب يسحب أمريكا من لعب دور الشرطي في العالم ويصرح ” لست رئيس العالم ” مما ترك مساحة للعديد من الدول المناهضة للنظام العالمي ببداية تحللها ولعبها أدواراً تملأ فيه الفراغات ، لقد رأينا فزع الدولة الأمريكية من الانسحاب من سوريا والكثير من الملفات العالمية ، هناك الكثير في شأن ضرورة عزله مما لا يتسع ذكره هنا .
قدرة الدولة العميقة على إخضاع الحزب الجمهوري
الدولة العميقة المتمثلة في العائلات الاقتصادية الكبرى والشركات والمصارف والإعلام وأجهزة المخابرات تستطيع فرض آرائها على أعضاء الحزبين الكبيرين ، فهما حزبيان وهميان صنعتهما الدولة كي يستجير الشعب الأمريكي من الرمضاء بالنار ، لذلك فإنك لا تكاد تميز بينهما سياسيا ، وإن كان لدى الدولة العميقة توجه جاد فإن لديها القدرة على فرض سياستها عبر التهديد والابتزاز وجماعات الضغط ، والغريب أنه برغم إجماع المحللين على استحالة الأمر فإن قيادات الحزب الديمقراطي تتحرك بكل ثقة دونما التفات لأي توقعات وكأنها تخفي سرّا في العملية .الجمهوري
التصويت السري والحل السحري
الجديد في الأمر هو ما تحدثت به جوليانا جلوفر وهي أحد أركان الدولة العميقة والتي عملت عن قرب مع عدد من رؤساء أمريكا وتعمل حاليا في أكبر جماعات الضغط من أنّ اقتراعا سريا داخل مجلس الشيوخ سيكون طريقة معقولة ومدهشة لإزالة ترامب . حسب القانون الأمريكي فإن الاقتراع السري على مسألة يجب أن يخضع نفسه لتصويت مُسبق ، وقد حصل في مرات قليلة في التاريخ الأمريكي ، لكن النجاح في تحويل التصويت على قضية العزل لا يحتاج لثلثي الأصوات بل لنصف عدد الأعضاء زائد واحد ، هذا معناه أن الحزب الديمقراطي يحتاج في البداية لتصويت ثلاثة أعضاء فقط من الحزب الجمهوري لصالح سرية الاقتراع وهو أمر سهل بالمقارنة مع عشرين عضو للعزل نفسه لاحقا ، إن تم الأمر فسيحرر ذلك أعضاء الحزب الجمهوري من تبعات التصويت العلني السياسية أمام أتباعهم ، هذا أمر خطير لترامب وهو يخشاه وبشدة ولم يفصح عنه ، لكن ترامب يغرد بأرقام قياسية يوميا وكأنه في حالة نزاع وفزع ولا توحي تغريداته بطمأنينة أغلبية حزبه .السحري
حسب التوقعات فإنّ ثلاثين عضوا من الحزب الجمهوري ينوون تأييد العزل في حال تم بطريقة سرية ،بل إن جيف ليك وهو عضو مجلس شيوخ جمهوري سابق ومقرّب من أعضاء الكونجرس الحاليين قد قال في تصريح له ” سمعت من يقول أنّ ثلاثين عضوا من الجمهوري سيصوتون لصالح الإقالة إن كان التصويت سريا ، الخبر غير صحيح لأنّ العدد ليس ثلاثين بل خمسا وثلاثين ” ، فهل سيحدث ذلك فعلا ؟ وهل هو قدر إلهي لبداية تغيير عالمي ، وهل هذا هو الحدث الذي سيشّر بزوال إسرائيل قريباً إن شاء الله بانقطاع ” حبلٍ من الناس ” دعونا نتابع ونترقب ونحذر ونأخذ من الاحتياطات ما يناسب في ضوء تطور الحدث . لا شيء مستبعد ، وليست الحكمة غالبة دائمة في ظل اضلال الله لخطوات الظالمين ” ألم يجعل كيدهم في تضليل “
نسأل الله أن يحفظ بلاد المسلمين
اللهم انتقم من أمريكا
إرسال تعليق