من هذا_الرجل؟؟؟
اسمه الحقيقي حجازي، أسماه والده بهذا الاسم لأنه كان عائدًا من فريضة الحج، وعُرِف بأبي إسحاق لارتباطه بكتب أبي إسحاق الشاطبي، والحوينيّ نسبة إلى قريته حوين بمحافظة كفر الشيخ، ولِد فى بيت صالح لأب صَوَّام قوَّام يُجالس الصالحين وكان الشيخ يجلس مع أبيه فأخذ من سَمتِهم، وكان بارًّا بأمه الصالحة التي كانت عنده أغلى من نفسه.
تخرج في كلية الألسن قسم إسباني جامعة عين شمس، ولتفوقه أُرسِل إلى بعثة لإسبانيا ولكنه لم يمكث أكثر من شهرين لشدة المخالفات الإسلامية.
تأثر بأخيه الكبير، فأحب القراءة والشعر وألف ديوان شعر، ليصبح أصغر شاعر فى قصر الثقافة فى ذلك الوقت.
ثم مَنَّ الله عليه بالتعلق بالعلم الشرعي ليبدأ رحلته الحقيقية فى طلب العلم، وأثناء ذلك عمل فى الإرشاد السياحي، ثم في مبنى ماسبيرو كمذيع للغة الإسبانية، ثم هجر كل ذلك ليعمل فى بقالة ليوفر ما يعينه على طلب العلم الشرعي. أخذ الشيخ القرآن من خاله وكان من أحب الأصوات إليه الشيخ المنشاوي، ثم أقبل بكليته على طلب علم الحديث.
تأثر بكتاب (صفة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم) للشيخ الألباني، وبدأ بعدها فى البحث عن كتبه ليقرأ كتاب (سلسلة الأحاديث الضعيفة) الذى رغَّبَه فى دراسة علوم الحديث، ومما زاد من رغبته أنه كان متأثرًا بالشيخ كشك إلى أن وجده يحتج بكثير من الأحاديث الضعيفة فحاول تنبيهه إلا أن الشيخ قال له: (يا بني، تعلم قبل أن تعترض)، فاشتدت رغبته فى دراسة علم الحديث على يد شيخ، فوجد فى مجلس الشيخ محمد نجيب المطيعي ضالته المنشودة، فلزم مجلسه أربع سنوات، درس الكثير من علم أصول الحديث والفقه.
ولما زار الشيخ الألباني مصر لم يحظَ الشيخ بلقائه، فأرسل له رسالة بعد وقت تأثر بها الشيخ الألباني كثيرًا ودعاه لزيارته؛ فسافر إلى عمان متكبدًا المشقة وهو يخاف الطرد.
وعندما قابل الشيخ الألباني حاول بكل وسيلة أن يكون تلميذًا له، لكنه اعتذر لضيق الوقت، فشعر وقتها برغبة فى البكاء الشديد وقال للشيخ: إنه لو كان مخلصًا فى نيته فسيفتح الله له، وإنه سيدعو الله أن يفتح قلب الشيخ الألباني له.
وبالفعل بشره الشيخ فى اليوم التالي أن الله استجاب لدعائه، عامله الشيخ بلطف وتواضع وتتلمذ على يده. كان فى بادئ الأمر يعطيه ساعة من وقته لتزداد إلى ثلاث ساعات حتى أن الشيخ الألباني قال له يومًا: (لقد صح لك ما لم يصح لغيرك)، ولقد توطدت العلاقة بين شيخنا والشيخ الألباني حتى أن الشيخ الألباني أثنى عليه فى مواضع متفرقة من كتبه، وقال عنه إنه من إخوانه الأقوياء فى علم الحديث.
التقى الشيخ بنخبة من علماء أهل السنة وتتلمذ عليهم ومنهم الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد بن صالح العثيمين، والشيخ عبد الله بن قاعود، والشيخ عبد الله بن جبرين.
وقد أثنى على الشيخ الحويني الكثير من مشايخه وأقرانه وتلامذته ما يطول المقام بذكرهم.
عُرِف الشيخ الحويني بحسن الخلق والعشرة وهناك عبارة مشهورة عن الشيخ يقولها فى حق إخوانه جميعًا: (أنا سِلمُ إخواني).
وعُرِف أنه على المنهج السلفي وعلى أصول أهل الحديث، مُعَظِم لله تعالى ولأمر رسوله، لا يُكِّفر أحدًا من أهل السنة بذنب مالم يستحله، مقتنعًا بأن الإصرار على الفعل لا يعنى الاستحلال.
ويعتقد أنه لا حزبية فى الإسلام وأنه يجب على أهل السنة الرفق ببعضهم؛ لأنهم جميعًا غرباء.
كما يرى أنه ليس من الحكمة أن يرد على كل من يفتري عليه أو يثير حوله شبهه، ويقول كثيرًا:(إن أعظم محنة تقع على المرء أن يُرمَى فى سلامة اعتقاده).
ألف الشيخ العديد من المؤلفات منها ما طُبع ومنها من ينتظر طبعه، كما أنه جاهد كثيرًا فى الدعوة لنشر العلم عن طريق خطبة الجمعة التي استمرت أربعين عامًا ومسجده (شيخ الإسلام ابن تيمية) بمحافظة كفر الشيخ والذى استكمل فيه تأصيل مدرسته الحديثية لشرح الحديث وقد أحدثت مجالسه طفرة فى مسيرة طلاب العلم الوافدين من كل أنحاء مصر خاصة طلبة علم الحديث.
وله مئات الأشرطة المسجلة والتي تبين أسلوبه المميز فى الخطابة حتى أنك لن تشعر براحة عند سرد قصص السنة والأحاديث والاسترسال فيها إلا من الشيخ الحويني، وذلك نتاج حبه للعلم والقراءة حتى أنه وإلى الآن يقضي حوالى خمس عشرة ساعة في مكتبته بين الكتب والمخطوطات.
طاف الشيخ محافظات مصر وذهب إلى العديد من القرى وألقى محاضرات عامة ومجالس علم متخصصة.
ظهر الشيخ بعد إلحاح شديد فى القنوات الفضائية الإسلامية، كما سافر إلى العديد من دول العالم لنشر الدعوة على منهاج السلف الصالح.
كل هذا منهجه فيه نشر التوحيد وتصحيح المعتقد والتحذير من أفعال الشرك والاهتمام بتصحيح الفهم لمحبة الله ورسوله، وأنها ليست دعوى بالقول ولكنها تحتاج إلى اعتقاد راسخ فى القلب يتبعه العمل الصادق.
اتبع الشيخ الحويني سنة النبي _صلى الله عليه وسلم_ فتراه فى بيته وخارجه بنفس الخلق الطيب الذى تراه عليه فى برامجه ووسط الناس بل قد يكون أكثر طيبة وبشاشة.
وإذا اختلطت به فلن ترى منه إلا حسن الخلق والأدب والتواضع، بيته وأولاده وتربيتهم وأخلاقهم أفضل نموذج يحتذى به لبيت الدعاة والمشايخ المسلمين، ومثال للبيت المتبع لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان الشيخ من الدعاة للتعدد بالضوابط الشرعية ويرى أن التعدد لا يصلح لكل أحد، ويرى فى التعدد عدم الزواج بالبكر وإنما يتزوج الأرمل والمطلقة.
ولقد عَدَّد الشيخ بعد زيجته الأولى بثلاث كلهن تحتهن أيتام وقد رباهم الشيخ كما ربى أبناءه، وبذلك أتم الشيخ سنة التعدد على منهاج الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال عنه رفيق دربه فى الدعوة الشيخ محمد حسين يعقوب: (ما أحرق أهل البدع إذا سمعوا اسمك وما أشد ألم أهل السنة إذا ما غاب رسمك).
نسأل الله تعالى أن يحفظه ويبارك للشيخ في علمه وعمله وأهله وذريته وإخوانه وطلبته.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يشفيه شفاءً لا يغادر بعده سقمًا ويمتعه بالصحة والعافية.
آمين
#الشيخ_الحوينيّ
#أسد_السنة
إرسال تعليق